المصافي زهرة بريطانيا في عدن

2016-11-05 13:36
المصافي زهرة بريطانيا في عدن
شبوه برس - خاص - عدن

 

عند كل أزمة للوقود وانقطاعات للكهرباء يأتي الحديث عن دور المصفاة وكأنها السبب في ذلك .. مع أن الحل بسيط جداً ولا يحتاج إلى عبقرية لفهم كيفية إدارة مؤسسات ضخمة كالمصفاة .. كانت المصافي حتى عام 1990 هيئة مستقلة ماليا واداريا ، وتقوم هي بالتفاوض وتوقيع العقود مع شركات ودول في المنطقة لتكرير النفط .. وكانت زهرة بريطانيا التي زرعتها في عدن لتنشر روائحها الجميلة على سكان عدن حتى تصل إلى كل أطراف الجنوب .. ذات يوم شاهدت فيلما وثائقيا عن مراحل انشاء المصفاة من قبل شركة بي بي البريطانية وشركة باكتيل الأمريكية .. الفيلم يعكس إهتمام بريطانيا بعدن وانفاقها ملايين الجنيهات الاسترلينية لبناء مدينة بكاملها للمصفاة وعمالها ، صحيح أن ضرورة وجود مصفاة بعدن هي لتغطية إحتياجات حركة السفن العابرة للتزود بالوقود ، ولكن الإنجليز كانوا يعلموا أن المصفاة في الأخير ستسلم لعدن بعد رحيلهم طال الزمن أو قصر .. ولهذا كانت البريقة أو little Aden  هي تحفة بريطانيا التي نقشتها لعدن بعناية فائقة،  أحس كل ما زرتها أن لبريطانيا روح فيها ما يزال ينبض بداخلها.

 

عملت بريطانيا على تأهيل كوادرها ووضعت نظاما لادارتها حتى اليوم .. المصفاة هو المرفق الوحيد بعدن بل كل الجنوب الذي يحسسك اذا دخلته بأنك لست في اليمن .. بعد اجتياح عام 1994 تغيرت سياسة المصفاة .. دخلوها لصوص بمناصب رؤساء تنفيذيين فحولوها إلى دجاجة تبيض ذهب لمراكز قوى الفساد في اليمن ، سلبوا منها الامتياز في كل شيء ، وتنازعتها وزارة النفط وشركاتها ، وجرى تقليم وتقزيم دور هذا الصرح الإقتصادي لم يتجرأ الحزب الاشتراكي عندما حكم الجنوب القيام بذلك ..

قصة المصفاة بالنسبة لي قصة هيبة أمبراطورية وهيبة دولة وبصمة لعلم اﻻدارة الباقي في عدن حتى اليوم .. المصفاة يجب أن يخرج منها كل سماسرة تجارة الدكاكين والربح السريع وتسلم لأبنائها الذين توارثوا فن الإدارة والتجارة والصناعة معا لتعود دجاجة تبيض دهب لشعبنا لا لسماسرة الديزل والربح السريع.

 

حافظوا على المصفاة فهي وربي زهرة بريطانيا في الجنوب .

والله من وراء القصد

 

*- لطفي شطارة