عندما بدأت الحرب في الجنوب 2015 (الغزو الحوثي) كان الوضع الإقتصادي شبه مستقر والرواتب تصرف في مواعيدها وسعر الصرف 57 يمني مقابل السعودي، و 214 يمني مقابل الدولار.. هذا الاستقرار أستمر بعد طرد القوات الغازية من الجنوب إلى نهاية 2016 تقريباً، لكنه لم يصمد طويلا وبدأ الإنهيار منذ مطلع 2017 وصل الى حوالي 67 مقابل الريال السعودي.
ورغم السقوط التدريجي الا ان الاستقرار النسبي في الأسعار ساعد على عدم شعور المواطن بالتدهور المستمر في سعر العملة.
في عام 2016 اصدر الرئيس السابق عبدربه منصور قرار بتعيين محافظ جديد للبنك المركزي ونقله من صنعاء إلى عدن، وبعدها تمت طباعة نسخة جديدة من الريال اليمني (فئة 1000 ريال) بكميات هائلة لتغطية العجز في المصروفات والرواتب في ما يسمى (المحافظات المحررة).
هذه الخطوة اودت بسعر الريال (القعيطي) إلى الهاوية _ الذي يصر البعض انه مزور _.
استمرار الإنهيار أدى إلى ارتفاع فاحش في الأسعار وبقاء رواتب الموظفين على نفس الأرقام السابقة عندما كان سعر الصرف معزز ... مثلا : موظف كان راتبه 75000 ريال ما يعادل 1315 ريال سعودي.. هذا الراتب ظل على نفس الرقم حيث وصلت قيمته اليوم حوالي 111 ريال سعودي !!!.
بعد هذا الإنهيار بدأت حياة الناس تسوء وأصبحت معظم الأسر غير قادرة على توفير الحاجيات الضرورية من غذاء ودواء.
الأزمة الإقتصادية حولت حياة المواطن الجنوبي الى جحيم وأصبح الموظف الذي كان راتبه يعادل 1000 ريال سعودي يساوي اليوم 100 ريال سعودي لاغير!!!. يرى البعض ان هذا الوضع المؤسف ماكان له ان يحصل لولا توافر عدة عوامل ساعدت في تفشي المجاعة والعوز ومنها :
- الفساد المالي والإداري والتسيب ونهب الإيرادات تحت سمع وبصر كافة الجهات.
- رضى ومباركة التحالف العربي للوضع القائم من خلال التمسك بأدوات الفساد في قمة السلطة واستمرار تدوير وتعيين الفاسدين في مفاصل "الدولة".
- ضمان عدم المسائلة للمسئولين واستحالة محاسبتهم في ظل وضع عم فيه الفساد بضمانات إقليمية.
- النتيجة الأزلية المعروفة للحروب وتبعاتها.. من دمار وخراب وقتل وتعطيل مصالح ونهب وسلب واعادة البلاد عقود إلى الوراء..
- هروب المسئولين واقامتهم خارج البلاد برواتب عالية جدا بالدولار! على حساب لقمة عيش المواطن المنكوب.. تصرف لهم رواتب بالعملة الصعبة هم واهاليهم ومن له حق عليهم من ذوي القرابات وفوق هذا يقومون بتوظيف اقاربهم في سفارات كانت لدولة اسمها (الجمهورية اليمنية) التي انقض عليها الحوثي وازالها بين عشية وضحاها.
ان ما يسمى (الشرعية) وقطعانها في عواصم العالم التي تنهب موارد البلاد هي السبب الرئيسي في معاناة المواطن، اضافة إلى مباركة (التحالف) ودعمه لهؤلاء الفرار اللصوص والسكوت عن فسادهم.
_ ما فائدة اكثر من 89 سفارة وممثلية حول العالم لدولة لم تعد موجودة الا في الإعلام؟
_ وماهو العمل الذي يقوم به هؤلاء السفراء؟
هناك قصة لأحد الجزارين والحلاق مشهورة (لا داعي لسردها) قرأها الكثيرين الحكمة منها .. أن هناك من يريد ان بيقى الوضع في حالة عدم الاستقرار حتى يظل يأكل اللحم!
وهناك من يستغل مآسي الآخرين، وخير شاهد على ذلك ما يفعله كل مسؤولي الجنوب تراهم يتسابقون على النهب والسرقة ويتمرغون في الفساد على حساب شعب تسلقوا على ظهره حتى اصبحوا قادة بحجم (صحن مندي)..
(( قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )).