عن الانتقالي ونشطاء التواصل الاجتماعي

2025-07-26 15:52

 

*لمّا ندافع عن الانتقالي لا ننكر ان في عمله خلل وان فيه قيادات ليست في المستوى وانه لابد من تصحيح ذلك والّا ستنعكس على مصير قضية شعب الجنوب ، والنقد المطلوب ليس بتبني أطروحات الخصوم والباسها ثوب النقد ، وليس بالغرور في الطرح واحتكار صوابية الحقيقة بل إن هناك ما يشبه شبكة تريد اسكات اي دفاع عنه بحجة الحرص والتصويب

 

 قراءة المعطيات لا تعني بالضرورة ان الآخرين لايقراونها لكن تفرضها مسارات اقوى من تعليقات نشطاء التواصل ، فبعضهم "مهمته ينتقد " فقط ، وبعضهم يحب أن يقرأ ما يرتضيه وما سواه تضليل للوعي ، وبعضهم يضع تهويمات بأن دول أعطت ضوء أخضر لفرض امر واقع في الجنوب ولم يستغلها الانتقالي ، وآخر ان الانتقالي شرعن الشرعية في الجنوب ، وهو يعلم ان الانتقالي ما سلّم الجنوب ولاشرعن لها ؛ بل؛ سلمه وشرعنه طرف آخر كان يحكم الجنوب حتى عام 90 وفي اول انتخابات بعد الحرب كان موقف الجنوبيين في الحزب واحد وفرضوا المقاطعه لكن القيادات أقنعوا منظمات الحزب في الجنوب بالمشاركة بحجة ان "مسدوس" يريد بقاء "الزمرة" في السلطة فشاركوا ومشاركتهم شرعنة الحرب ونتائجها

 

الجنوبيون قاوموا اجتياح الحوثي لكن مقاومتهم سلمت نصرها العسكري نصرا سياسيا للشرعية اليمنية حتى لو كان رأسها جنوبي ولم تفرض المقاومة أمرا وقعا حتى يُقال ان الانتقالي أعاد اليمننة ، اليمننة استلمت النصر السياسي الجنوبي

 

قيادة الانتقالي ليست بلا اخطاء لكن البديل هو الأقاليم او ما في معناها ومن يباشرون العملية السياسية يعلمون خباياها والقوى والمصالح الدولية والإقليمية والمحلية التي تتجاذبها  ولن يقف الانتقالي ضد التحالف او بعض دوله ، فالتحالف مازال شريك جاسر ولا يوجد للانتقالي حليف في حجم إيران ورديف دبلوماسي كعمان ، وايضا يلاقي صعوبات في التغيير فهو ليس حزبا عقائديا متجانسا ولا حزب لديه آليات تصحيح ذاتية بل كيان نشأ عام  2017 منوع من عدة تيارات يجمعها هدف الاستقلال ، وفي العمل الوطني لاستقلال اي بلد يوجد خياران لا ثالث لهما : الخيار الأول ان تحمل سلاحك وتقاتل حتى تحقق هدفك وتتحمل كل الظروف وهذا له نظائر في العالم ، والخيار الثاني العمل السياسي والدبلوماسي وهذا له نظائر ايضا والاختلاف كبير فما يجوز في الأول لا يجوز في الثاني ، والسياسة التعامل مع الممكن واي قرار متسرع فيها قد يضيع الحق الجنوبي في استعادة استقلاله ودولته وتقرير مصيره

 

26يوليو 2025م