الصراع الإقليمي على الجنوب العربي وفيه

  تعيش المنطقة العربية  في اضطراب وأزمات ومشاكل  ومخاطر محدقة بها من كل الاتجاهات والجنوب العربي منذ منتصف ستينات القرن الماضي ومع اقتراب استقلاله تداخلت فيه عدة عوامل  إقليمية ودولية واوجدت صراعات عنيفة من نتائجها يمننة الجنوب العربي عند استقلاله كنتيجة لهزيمة العرب في 5يونيو1967 ..وهي الهزيمة التي مازالت تعصف بالمنطقة العربية من غزة إلى  سوريا ولبنان  واليمن والجنوب العربي الذي ما برح محل صراعات إقليمية ودولية  تداخلت فيها الأطماع  التوسعية وتراكمت الأخطاء الجسيمة منذ عام الاستقلال وحتى المعترك الراهن مرورا  باعلان وحدة 1990وحرب  1994  ثم حرب 2015..

لقد تحالف شعب الجنوب العربي ومقاومته وبقايا قواته المسلحة الجنوبية وتحقق النصر في يوليو2015 لكن العرب  ظلوا حبيسين للانتقام من الجنوب العربي الذي  يدور الصراع والحرب في اليمن عليه وفيه فاعادوا اليه الشرعية كوجه جديد لاعادة احتلاله متجاهلين الفراغ الأمني الكبير في أهم منطقة حيوية لا تقبل الفراغ..

ان المنطقة اليوم تقف أمام تحولات كبيرة ومخاطر  تعصف بها لم يسبق لها مواجهتها في تاريخها وأدت إلى تدخلات دولية كبرى وتحالفات بسبب خطأ دول التحالف العربي بعدم سد الفراغ في الجنوب العربي والبحر العربي وباب المندب  وهو من الأهمية بمكانة كبيرة للمصالح الدولية المتعددة .. تلك المصالح التي بات الحوثيون يهددونها وامسى العالم حائرا في كيف يمكن وقف هذا التهديد  بعد أن عجزت الاطراف اليمنية  بحسم  الوضع .. ومن الخطأ الجسيم أن يضع الجنوب ومجلسه الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية  كخيار لوقف تلك المخاطر التي يشكلها الحوثيون على تلك المصالح للحرب عليهم بدلا عن تلك المكونات اليمنية المتخادمة . 

  فمن الواجب السياسي والاستراتيجي أن يتم  سد الفراغ الأمني المختل منذ عام1990  بإعادة قيام دولة الجنوب بهويتها العربية ونظامها الفيدرالي   الرشيد فهذا هو الخيار الذي يجب أن يتم تسويقه عربيا ودوليا ورفض أية خيارات أخرى للحرب لتحرير اليمن  فهذا الخيار مسئولية شعب اليمن ..

  وبدون شك الفرصة سانحة  رغم الضغوط اليمنية على دول التحالف   بالدفع   للزج بالقوات الجنوبية لتحرير اليمن للخلاص من  أذى الحوثيين وصداعهم ومجاملة العرب لليمن  اضافة الى استحضار تجربة دولة  الجنوب السابقة ..وهو أمر مع الاسف  لايبشر بخير من العرب  ولكن بالصمود والثبات والتمسك بالحق والعهود الدولية  سيؤدي في النهاية إلى رضوخ الكل للحق والعدل وضروىة سد الفراغ الأمني المكلف للعالم أجمع حاليا وان بيد ذلك الفراغ الاقسام دولة الجنوب العربي الفيدرالية المستقلة على حدودها ماقبل عام1990.

 الباحث/علي محمد السليماني