نصائح من كاتب محب لوطنه

2025-09-23 11:53

 

يعرض الرئيس عيدروس الزبيدي في الأمم المتحدة، إلى جانب ملفات الشرعية، ملف الجنوب وقضيته العادلة.

 

نحن ندرك أن عيدروس الزبيدي يسعى بكل جدية لإبراز قضية الجنوب في المحافل الدولية. لكن هل هذا يكفي؟

 

لننتقل إلى قضايا الداخل الجنوبي، حيث ينصب اهتمام المجتمع الدولي على تنظيف بؤر الفساد داخل أروقة المجلس الانتقالي. كما يراقب مدى استيعاب الانتقالي لكل أطياف الجنوب المؤمنين باستعادة الدولة الجنوبية.

 

عندما يهتم المجتمع الدولي ويسلط الضوء على مواطن الخلل، فإن ذلك يعني أنه يقول للرئيس الزبيدي: "جهّز لاستلام دولتك من خلال إزالة العراقيل التي تمنع ذلك".

 

الفساد منتشر في كل مكان، في كل مؤسسة تتبع الانتقالي، مع وجود خمول وركود في المؤسسات التشريعية (الجمعية الوطنية والمجلس الاستشاري) التي لا تعمل إلا بتوجيه روبوتي. بهذا تم وأد النقد اللازم لكشف الأخطاء والفساد.

 

مُغفَّل من ظن أننا نعيش في مؤسسات ديمقراطية، ولو بشكل بسيط. مؤسسات تشريعية لا تعقد إلا إذا أمر الرئيس بانعقادها، ورؤساؤها ولجانها أشبه بالروبوت الجامد الذي لا يتحرك إلا بإدخال الشريحة فيه.

 

المجتمع الدولي يتطلع ليرى مدى استيعاب الانتقالي للقوى الفاعلة المؤمنة باستعادة الدولة. لماذا إرغامها على الدخول في إطار الانتقالي؟ ألم يؤمن الانتقالي بالتعددية السياسية؟

 

الحوار الوطني الذي انطلق قد ضمّ قوى فاعلة وميثاقًا وطنيًا، واندمجوا في إطار الانتقالي، وهذا شيء ممتاز. لدينا شخصيات مهمة ومؤثرة، متى كان هدفها استعادة الدولة، لا ينبغي تهميشها.

 

المجلس الانتقالي يحتاج إلى واجهة من الكوادر النشطة في مجال القانون، وهم الآن بعيدون عن الواجهة، وهؤلاء يجب على الانتقالي استقطابهم. وكذلك الكوادر الإعلامية؛ فمن المؤسف وجود أشخاص في قمة الهرم الإعلامي الجنوبي يرون الإعلام ملكية خاصة، مما أدى إلى استبعاد كوادر عظيمة نحن بحاجة ماسة إليها.

 

هناك كوادر غير مؤهلة في القانون الدولي والإعلام على قمة هرم الانتقالي، بينما توجد كوادر مؤهلة مهمشة على قارعة الطريق.

 

أعلم أن هذا لا يروق للبعض، ممن يرون أنفسهم أمراء المؤسسات في الانتقالي، وكُتبت لهم هذه المؤسسات في السجل العقاري وسيورثونها لأبنائهم!

 

افتحوا قلوبكم وعقولكم. الجنوب لا يُبنى بهذه العقلية، فهي عقلية تدميرية. العقلية المناطقية دمرت دولًا ومجتمعات.

 

يجب على الانتقالي والرئيس عيدروس الزبيدي:

*  الانفتاح على كل المكونات الجنوبية المؤمنة باستعادة الدولة.

*  والحوار مع المكونات غير المؤمنة باستعادة الدولة.

*  الانفتاح على الكوادر المؤهلة في القانون والتشريع والإعلام والاقتصاد، وعدم حصر كل هذا في يد مجموعة جاهلة غير متعلمة، لا يمكن أن يكون عملها إلا ناقصًا ومختلًا ويؤدي إلى الفشل.

*  استيعاب الكوادر المؤهلة في المؤسسات الاقتصادية والدوائر المالية. أليس غريبًا أن تكون قوات الانتقالي لثلاثة أشهر بدون مرتبات بسبب وجود الفساد والترهل داخل الدوائر المالية؟

*  إعادة هيكلة الجيش والتوجه نحو المناطق لتشكيل قوات محلية فيها لمحاربة الإرهاب وحفظ الأمن، بحيث تكون كل محافظة مستوعبة لشبابها في مؤسساتها الخاصة.

 

وأخيرًا أبين لكم: ألغوا من قاموسكم التهميش والإقصاء، فإن المجتمع الدولي يراقب هل أنتم قادرون على تشكيل نواة دولة بالانفتاح على الجميع.

 

وختامًا أقول للرئيس عيدروس الزبيدي: لا تقرب أهل الجهل والحماقة والمناطقية وعشاق المناصب بدون وعي، فأولئك هم سبب دمار الدولة التي لم تر النور بعد.