تواجد الشرعية في عدن تأكيد واستمرار للاحتلال اليمني لشعب الجنوب العربي

2025-11-16 12:17
تواجد الشرعية في عدن تأكيد واستمرار للاحتلال اليمني لشعب الجنوب العربي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

في مقال قدّمه موثع "شبوة برس" طرق حديثًا حول قطع الرواتب وما أسماه الكاتب "خشحق" رؤية صادمة لكنها واقعية لجوهر الأزمة التي يعيشها الجنوب العربي تحت سلطة الشرعية اليمنية. وفي تعليق على هذا الطرح، يظهر بوضوح أن الشرعية لم تعد مجرد سلطة فاشلة أو عاجزة، بل تحوّلت إلى أداة لإدامة الاحتلال اليمني بأدوات سياسية واقتصادية ممنهجة، تهدف إلى إنهاك المجتمع الجنوبي وإضعاف قدرته على المقاومة واستعادة دولته.

 

فقطع الرواتب عن الموظفين والعسكريين في الجنوب العربي ليس حادثًا عابرًا ولا خللًا إداريًا، بل سياسة واضحة تُمارَس بوعي كامل، كما رصد محرر شبوة برس في تقارير متعددة. الشرعية تمتنع عن صرف حقوق موظفيها في محافظات الجنوب، بينما تصرف لمجنسين ولاجئين يمنيين في الخارج ملايين الدولارات شهريًا من موارد الجنوب المنهوبة، الأمر الذي يعزز القناعة بأن الوظيفة الأساسية لهذه السلطة ليست إدارة دولة، بل إدارة احتلال.

 

ووفق مراقبين جنوبيين، فإن وجود الشرعية داخل الجنوب لم يعد يحمل أي معنى غير ترسيخ الوصاية اليمنية على القرار السياسي والاقتصادي الجنوبي. الشرعية اليوم، بتحالفاتها المعقدة مع الإخوان والحوثيين وقوى إقليمية، أصبحت حاجزًا بين الشعب الجنوبي وحقه الطبيعي في إقامة دولته المستقلة، ما يجعل استمرارها داخل الجنوب تعبيرًا مباشرًا عن بقاء الهيمنة اليمنية بكل أدواتها.

 

إن ما يحدث اليوم ليس مجرد فشل حكومي، بل عملية منظمة لقطع أسباب الحياة عن شعب الجنوب العربي، وتفريغ مؤسساته من قدرتها على البقاء، لإبقائه تحت رحمة احتلال سياسي واقتصادي يتجدد بأشكال مختلفة. هذه السياسات تدفع الجنوبيين دفعًا نحو قناعة حتمية بأن لحظة التحرر الحقيقية لن تأتي من الشرعية ولا من داعميها، بل من إرادة الشعب الجنوبي وحضوره الثابت في الميادين.

 

ويبقى السؤال مفتوحًا كما طرحه المقال الأصلي: هل يحسم الجنوبيون خياراتهم؟ أم يستمر الاحتلال اليمني في إعادة إنتاج نفسه بأسماء جديدة ووجوه قديمة؟