الوحدة اليمنية: تجربة فشل وانهيار عميق

2025-12-19 09:00

 

شبوة برس – خاص

تُظهر تجربة الوحدة بين الجنوب واليمن أن ما قيل عنها مشروع ازدهار وتنمية لم يكن سوى وهم. فالحصيلة الفعلية أمامنا بلا مواربة: مئات الآلاف من الضحايا، أجيال ضائعة، اقتصاد مدمّر، ودولة عاجزة تتنازعها المليشيات والولاءات.

 

قبل الوحدة، ورغم الاختلالات والفوارق، كان الجنوب واليمن دولتين تتنافسان على بناء المدارس والمستشفيات، وكان الأمن قائمًا بحدّه الأدنى، والناس يعيشون في استقرار نسبي. أما الوحدة، فقد جاءت كقفزة سياسية غير محسوبة، حوّلت التنافس إلى صراع، والدولة إلى غنيمة، والمجتمع إلى وقود حروب متلاحقة.

 

إن الوحدة التي تُفرض بالقوة وتُدار بالإقصاء وتحميها الدبابات لا تصنع أوطانًا، بل مقابر جماعية. واستمرارها يعني استمرار المعاناة، دون أي منطق أو أخلاق سياسية تبرّر الإبقاء على هذا الواقع الكارثي.

 

الحل يكمن في تمكين الشعبين من العيش بكرامة وأمان، واختيار مستقبلهما بحرية، بعيدًا عن أوهام شعارات الوحدة التي لم تصن الإنسان. فالواقع وليس الخطابة هو الحكم النهائي على تجربة الوحدة اليمنية، التي أثبتت أنها لم تحقق سوى الانهيار والفشل.

 

الدكتور حسين لقور بن عيدان

 

 

 

 

 

 

 

الوحدة اليمنية، الجنوب واليمن، الفشل السياسي، الفساد، الحروب، التنمية، الأمن