الاصنام الجديدة على وشك أن تعبد في الجنوب - شفيع العبد

2012-09-11 07:52

الاصنام الجديدة على وشك أن تعبد في الجنوب -  شفيع العبد

 

خاص شبوة برس - المراقب للحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته في 7 يوليو 2007م يجد ان الأسماء التي تقف على هرم مكوناته اليوم هي ذاتها لم تتغير، ربما المتغير الوحيد يكمن في قدرتها على إنتاج الخلافات فيما بينها بصورة دائمة، وإخفاقها في تحقيق تقارب على مستوى الأرض يعيد للحراك تماسكه وقوته التي اضعفتها تلك الأسماء العائق الأكبر امام التجديد، وتوحيد الحراك وتماسكه.

نلحظ سباق محموم هذه الأيام على التحضير لعقد مؤتمرات، وكل طرف جعل من نفسه صاحب الحق في إختيار المندوبين وتشكيل اللجان ووضع المسميات التي ليس لها من اسمها نصيب، بينما اصحاب المصلحة مغيبين عن مايجري، بعد ان تمت الاستعاضة عنهم بمن يجيدون التصفيق و هز الرؤوس الفارغة.

الطرقات اصبحت سالكة واكثر أمناً من ذي قبل صوب عواصم المحافظات، والفرصة مواتية للتنقلات والألتقاء بالموالين وعقد اللقاءات والتقاط الصور التي يتعمد اصحابها التركيز على المنصات وإخفاء الحضور، لتأكيد حقيقة ان تلك اللقاءات تهدف لإبقاء شخوص معينة في واجهة المشهد وفي البرواز، لخلق اصنام جديدة في زمن الربيع العربي، لنقدسها ونسبح بحمدها، ونبارك اخطاءها ونزواتها، وكأن الجنوب لن ينال حقه إلا بهم وحدهم، مع ان التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمّل تؤكد سطوره بأن هؤلاء كانوا جزء من النكبة التي نعيشها، وسجلهم ليس نظيفاً تجاه حقوق الإنسان وحرياته.

الحشد والحشد المضاد، معادلة غير مجدية، فرضت نفسها على حاضر الحراك الجنوبي وستجر نفسها على مستقبله، في ظل حالة شتات اصابت الوعي الجمعي لتفقده القدرة على التمييز بين الغث والسمين، لتفرض عليه حالة من الانقسام وفق معطيات " مع او ضد" ومصادرة الحق في اختيار موقف مغاير تتطلبه المرحلة الراهنة من عمر الحراك الجنوبي، والتي يصفها البعض بالمفصلية والهامة في مستقبل القضية الجنوبية.

بين " مع او ضد" يستدعي العقل ايجاد فعل سياسي جامع يحد من الأناء ويرخي سدوله على واقع يكاد يفصح عن كارثة تهدد النسيج الاجتماعي.

المسئولية تقع هنا على عاتق الشباب المتجردين من عُقد الماضي، وعليهم وحدهم التصدي للمهمة بثقة وثبات قبل ان تضيع الفرصة.