مخيمات الحجاج في منى
يبدأ ما يقارب مليونين وخمسمئة ألف حاج غداً الخميس أول مناسك الحج، إذ يتوجّهون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، بينما يصعدون صعيد عرفات الطاهر بعد غد الجمعة في ركن الحج الأكبر.
وفيما ارتفعت أصوات «ضيوف الرحمن» أثناء الانتقال أمس من المدينة المنورة إلى مكّة المكرّمة ومنها إلى منى بالتلبية: «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إنّ الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك»، توقّعت بعثات الحج سهولة وانسيابية عملية التصعيد من مكة إلى منى بفضل الخدمات التي وفّرتها الحكومة السعودية وأهمها قطار المشاعر، فضلاً عن الخطط المرورية المحكمة.
«البيان» ومن قلب المكان وقفت على بدء الحجاج المناسك، أبانت قيادة أمن الحج في تصريحات للصحيفة أنّها «أعدت خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى، ركزت على توفير مظلة الأمن وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج»، فضلاً عن تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى.
رصد دقيق
وقال مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون الأمن اللواء جمعان الغامدي، إنّ قواته تسيطر بالرصد الدقيق على كل شبر في المشاعر المقدّسة، سواء من خلال الرصد التوثيقي أو الرصد الإحصائي، لافتاً إلى أنّ «عدد الكاميرات المنتشرة في المشاعر المقدسة يزيد على 5 آلاف لرصد ومتابعة كل المواقع».
وأضاف الغامدي: «لدينا فرق أمنية متخصّصة في الأسلحة والمتفجّرات ومجهزة بأعلى التجهيزات تغطي كل المشاعر المقدّسة ومداخل مكّة، كما أنّ الدوريات الظاهرة والسريّة تغطي كل المشاعر المقدّسة الى جانب 30 مركز شرطة.
وقيادة الضبط الإداري التي تحتوي على 7 قيادات أهمها قيادات الدوري التي تغطي المشاعر المقدّسة بنحو 400 دورية راكبة، و100 دورية بدراجات نارية، و60 دورية بالزي المدني، فضلاً عن دوريات للظواهر السلبية مثل ظاهرة المتسوّلين والباعة الجائلين».
وأوضح أنّ «الخطة المرورية ركّزت على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدّسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر».
اكتمال خدمات
ووقفت «البيان» على اكتمال كل الخدمات والتسهيلات في مشعر منى، إذ أقيمت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية وأخرى إسعافية ومياه وكهرباء واتصالات سلكية ولا سلكية ودورات للمياه ومواد التموين التي تفوق حاجة الحجاج، فضلاً عن المبرات الخيرية التي تقدّم الطعام والماء مجاناً وغيرها من الخدمات، ما يجعلهم يقفون على هذا الصعيد الطاهر في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان والطمأنينة.
ويبيت الحجاج ليلة الخميس في منى ويبدأون فجر الجمعة الصعود إلى مشعر عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من أركان الحج في يوم الحج الأكبر. ورصدت «البيان» انتشاراً كثيفاً لرجال المرور تساندهم دوريات أمنية على الطرق المؤدية الى مشعر منى، حيث بدأ كثير من الحجاج الاستقرار في المخيمات المخصصة لهم منذ يومين.
أكبر تفويج
وعاشت المدينة المنورة أمس أكبر تفويج للحجاج إلى مكّة المكرمة، إذ غادرت مئات الحافلات ناقلة «ضيوف الرحمن» لأداء فريضة الحج بعد أن زاروا مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيما استنفرت الجهات الحكومية بميقات ذي الحليفة بالمدينة المنورة، وبذلت الجهات ذات العلاقة جهوداً في عملية تفويج ومغادرة الحجاج إلى مكّة.
وكان عدد من المسعفين في ساحات مسجد الميقات لتقديم الخدمات الإسعافية لمن يحتاج إليها من قبل فرق الهلال الأحمر السعودي المرابطة بميقات ذي الحليفة بالمدينة المنورة، كما انتشرت حول مسجد الميقات الأكشاك التي توزع الكتيبات والأشرطة بكافة اللغات لحجاج بيت الله الحرام وتشرح مناسك الحج، وسط إقبال الحجاج، حيث يوزّع يومياً ما لا يقل عن 40 ألف كتيب، وعدد من الأشرطة بالمجان، بجميع اللغات لشرح مناسك الحج لحجاج بيت الله الحرام.
* البيان