(السيد رئيس الجلسة، السادة الأعضاء الموقرين.. يجب قبل كل شيء أن أعلن شكر وامتنان شعب الجنوب العربي نحو الأمم المتحدة كمنظمة دولية وكأعضاء في هذه المنظمة، فقد استطاعت المنظمة أن تحقق استقلال كثير من الأمم الأفريقية والآسيوية واستطاعت أيضاً أن تكفل إلى حد كبير السلام والأمن للعالم، بيد أن ما يستحق الشكر والامتنان بوجه خاص هو أن المنظمة قد أصدرت قرارها الدولي الخاص بإلغاء الاستعمار ومنح الاستقلال لكل الشعوب والأقطار المستعمرة وبوجه أخص إنشاء الجمعية العامة هذه اللجنة كتنفيذ نص ومعنى بنود القرار كيما تستطيع جميع الشعوب والمناطق المحتلة أن تحصل على استقلالها).
بهذه الكلمات بدأ رجل استقلال الجنوب الاستاذ شيخان عبدالله الحبشي خطابه نيابة عن شعب الجنوب امام الجمعية العامة للامم المتحده في ابريل 1963م.....هذا الرمز الوطني الكبير يتمر علينا هذه الايام ذكرى رحيله السادسة عشر فقد غاب جسد هذا الزعيم عنا فجر يوم السبت 28 اكتوبر 1995 بعد حياة حافلة بالمواقف الوطنيه التي نحتاج من رفاقه ان يرووها للجيل الجديد....فالسيد شيخان الحبشي وهو الامين العام التاريخي لرابطة ابناء الجنوب العربي افنى سني عمره وهو يعمل من اجل ان يرى وطنه محررا ونفي بمعية رفيق دربه ومؤسس الرابطه السيد محمد علي الجفري منذ منتصف الخمسينات لا لشئ الا من تأكد المستعمر البريطاني ان هؤلاء الزعماء يشكلون رقما صعبا امام مخططاته المستقبلية في الجنوب....فلابد ان يختفيا من المشهد السياسي الجنوبي.....ولان شيخان كان صلبا في وطنيته نراه يقول للعالم:ـ
(لقد حضرت إلى الأمم المتحدة في عام 1959 ضاناً أني سأطرق أبوابها أسألها أن تمنحنا الاستقلال وكان الاعتقاد آنذاك أن الأمم المتحدة تستطيع أن تفعل شيئاً، غير أنها لم تكن قد أصدرت قرار منح الاستقلال، وكذا فقد علمت من الجميع وكنت اعتقد أنني لن أحصل وأتمتع بحق الاستماع في المنظمة ما لم أهدد السلم العالمي وأريق الدماء وأرتكب التخريب والقتل وكثيراً من أعمال العنف، عندئذ فقط أستطيع لفت نظر الأمم المتحدة.).
الرجل لم يطرق باب المنظمة الدولية مرة واحده ولكن حاول عام 1959 ولم ينجح لاسباب ذكر بعضها وتجاوز لعبة المصالح الاقليميه آنذاك والتي وقفت ضد اي تقدم للحركة الوطنية الجنوبيه. وبدون تعقيد وبكلمات بسيطه يطرح قضية شعبه:ـ
(إن قضية الجنوب العربي واضحة وبسيطة وسهلة الفهم إذا تحاشينا التعقيدات الكامنة خلفها. إنها قضية شعب مُستعمر- أعني شعب الجنوب العربي- يعيش في ظل الحكم البريطاني وتحت سيطرته ليس له من تمثيل لدى أي تنظيم أو هيئة عالمية ولا يتمتع بعضوية المجتمعات الحرة.. هذه هي قضية الجنوب العربي. إنه قطر مستعبد، وعلى الأمم المتحدة أن تجعله قطراً حراً.).
ولان حزبه حمل الامانه التاريخيه وكان اول من سمى (عدن ومحمياتها الشرقية والغربيه) بمسمى (الجنوب العربي) عام 1951م عند تأسيسه وفي وقت كان وطنه متشرذما الى نحو 22 مكون ضعيف نراه قد حمل لواء الوحدوي الطموح بوحده ارضه وشعبه فقال:ـ
(إن عالم اليوم لم ير من قبل قطراً صغيراً قليل السكان متأخراً إلى حد كبير، يرأسه هذا العدد الغفير من الحكام، ومقسماً إلى هذا العدد من الولايات لكل منها علمها الخاص وضرائبها الجمركية كالجنوب العربي. في الجنوب العربي عدد من الولايات يضاهي عدد ولايات الأمريكيتين. فيه حوالي 23 ولاية أو تزيد برؤسائها من أمراء وسلاطين وشيوخ، هم أنفسهم ليسوا إلا عبيداً لغيرهم لا حول لهم ولا قوة.أما في المجالات الخارجية، فالجنوب العربي واحة سياسية لا تتجزأ رغم أنه داخلياً مقسم إلى هذا العدد الكبير من الولايات، كل واحدة منها مستقلة تماماً عن الأخرى، إلا أنها تخضع جميعها لعدن وعدن مستعمرة. هذا هو الحال في الجنوب العربي، وأي حال!.).
رواد التنوير والاستقلال السيد محمد علي الجفري (يسار الصورة) السيد شيخان عبدالله
الحبشي والشيخ محمد بن أبوبكر بن فريد بن ناثر العولقي
* بتصرف من مدونة الاخ همام شيخان الحبشي