السيد عبدالرحمن بن علي الجفري .. نعم الرجل وبئس الواقع

2014-11-16 14:11
السيد عبدالرحمن بن علي الجفري .. نعم الرجل وبئس الواقع
شبوة برس - متابعات - عدن

 

 

مشيخة العوالق العليا:

 

مشيخة العوالق العليا من الولايات الست المؤسسة لاتحاد الجنوب العربي FIDERATION OF SOUTH ARABIA في 11 فبراير 1959م، وتقع أرض المشيخة في كل من سلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى وسلطنة الواحدي.

 

من أهم أودية المشيخة “وادي يشبم”.وأهم مدنها الصعيد ويشبم (العاصمة القديمة) وعتق، أهم قراها: المصينعة وايدات وشمس والمحلالة والعطف ورفد وقوبان وكودة ومقبلة والسفال والجابية وباهدى والشرج والمضيق.

 

تعود جذور (آل الجفري) رضوان الله عليهم إلى السادة العلويين، وهم من سلالة الحسين بن علي رضي الله عنهما، وينتشر آل الجفري في مناطق عديدة في شبة الجزيرة العربية، فتجدهم في حضرموت وعدن ولحج والحجاز، أما عن آل الجفري فقد انتقل جدهم علوي بن علي من قرية تريس في حضرموت وأقام في يشبم في العوالق العليا.

 

**الولادة والنشأة:

 

السيد عبدالرحمن علي الجفري من مواليد يشبم (مشيخة العوالق العليا) في العام 1943م درس القرآن في مدرسة والده بيشبم ودرس الابتدائية والمتوسطة في المدرسة المحسنية العبدلية بالحوطة، ودرس الثانوية في القاهرة والتحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة وقضى نصف الدراسة لظروف سياسية خاصة.

 

**السيد الجفري.. نشاط سياسي مبكر:

 

وفي ربيعه الـ15 انضم السيد عبدالرحمن الجفري إلى رابطة أبناء الجنوب في القاهرة عام 1958م وشارك ضمن شباب الرابطة في تأسيس منظمة شباب شعوب آسيا وأفريقيا، ومثل شباب اليمن في احتفالات الجمهورية العربية المتحدة بعيدها الأول في المهرجان الذي حضره مائة ألف مشارك في ميدان الجمهورية وألقى الشاب عبدالرحمن الجفري كلمة شباب اليمن في 22 فبراير 1959م.

 

حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية في فبراير عام 1965م وتلقى دورة في الهندسة العسكرية بالطائف وشارك في مسيرة العمل الوطني واضطر للنزوح عن أرض الوطن عام 1967م.

 

**السيد الجفري في حركة الوحدة الوطنية بصنعاء:

 

شارك السيد عبدالرحمن الجفري في حركة الوحدة الوطنية عام 1968م كما شارك في حركة الوحدة الوطنية التي تأسست في صنعاء عام 1970م وضمت تنظيمي الرابطة وجبهة التحرير.

 

**السيد الجفري واتجاه نوعي في الدراسة:

 

تفرغ السيد عبدالرحمن الجفري للدراسة في بريطانيا، حيث تعلم اللغة الإنجليزية وبرمجة الكمبيوتر وإدارة الأعمال خلال الأعوام من 1973م حتى 1975م، وعمل بعد ذلك مديرًا عامًا لعدد من الشركات الاستثمارية في الخليج.

 

**السيد الجفري والمؤتمرات العامة للرابطة:

 

عقد حزب الرابطة مؤتمره العام السابع في دورة نوفمبر 1986م وانتخب الجفري رئيسًا للحزب، وأعيد انتخابه رئيسا للحزب في المؤتمر العام الثامن في صنعاء عام 1992م، ونتيجة للتقلبات السياسية العنيفة في الوطن التي عكست ظلالها القاتمة على قيادة الحزب التي لجأت إلى المنافي وهي من طبيعة دول العالم الثالث المتخلفة منها ولا يزال السيد عبد الرحمن في مركزه القيادي رئيسا للحزب.

 

**السيد الجفري وتأسيس التكتل الوطني للمعارضة:

 

مثل السيد عبدالرحمن حزب الرابطة في تأسيس التكتل الوطني للمعارضة عام 1992م وكان من ثمرات التكتل تأسيس لجنة الحوار ووضع السيد عبدالرحمن الجفري الخطوط العريضة للجنة وصاغ وثيقة العهد والاتفاق وقدمها باسم الرابطة إلى التكتل الوطني للمعارضة في أكتوبر 1993م قبل أن تعلن السلطة عن موافقتها على الحوار.

 

قدم التكتل الوطني للمعارضة مسودة الوثيقة إلى لجنة الحوار في صنعاء في 18 ديسمبر 1993م التي أثرتها وأخرجتها في شكلها النهائي.

 

**الرجلان الكبيران الجفري والجاوي ومحاولة تفادي الكارثة:

 

ساهم مع أحرار آخرين في لجنة الحوار من خارج السلطة ومنهم فقيد الوطن عمر الجاوي في محاولات لتهدئة الأوضاع بعد أحداث عمران في 27 أبريل 1994م بين اللواء الثالث مدرع (جنوبي) واللواء الأول مدرع (شمالي) وانتقال المواجهة الشاملة في 4 مايو 1994م في ذمار بين لواء باصهيب الجنوبي ووحدات الحرس الجمهوري والمدرعات والأمن المركزي الشمالي المدعوم بمجاميع كبيرة من رجال القبائل المدفوعي الأجر، وكان المخطط واضحا وهادفا إلى تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية.

 

لم تفلح جهود لجنة الحوار في رأب الصدع وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، إلا أن السيف كان قد سبق العذل، ومن الصعب أن ترأب الصدع مع طرف قرر التآمر على الطرف الآخر.

 

**حرب صيف 1994م أحدثت فرزا شطريا:

 

عقب انفجار الأوضاع حدث فرز شطري حيث رابط أعضاء اللجنة من الجنوبيين في عدن فيما غادر أعضاء اللجنة من الشماليين إلى صنعاء، وتولى السيد عبدالرحمن الجفري منصب نائب رئيس مجلس الرئاسة (علي سالم البيض) الذي كان نائبا لرئيس المجلس في صنعاء وأصبح اعتبارا من 21 مايو 1994م رئيسا لمجلس رئاسة اليمن الديمقراطية وعاصمتها عدن.

 

**الجفري لاعب سياسي في واد غير زرع:

 

غادر السيد عبد الرحمن الجفري عدن في 7 يوليو 1994م بعد سقوط الجنوب بأيدي القبيلة المتنفذة في الشمال وحلفائها، وشارك في الخارج في تأسيس الجبهة الوطنية للمعارضة في 30 سبتمبر 1994م وتم اختياره رئيسا لها في يناير 1995م.

 

لم يغلق السيد الجفري الباب أمام الداخل ولا سيما الحاكم بل ترك الباب مواربا ليتمكن من ممارسة السياسة باعتبارها فن الممكن ويدلي بدلوه مع كل حدث، وقام بزيارة صنعاء لكسر الجليد الذي صنعه النظام وأيد الانتخابات الرئاسية عام 2006م إلا أن كل مبادراته لم تحقق أية نتائج لأن نوايا القبيلة ممثلة بالحاكم فاقدة المصداقية، والإفراط في المبادرات وحسن النوايا لا تخدمه على مستوى الشارع السياسي.

 

**الجفري والرابطة والبرامج والأدبيات:

 

اللافت في (الرابطة) أنها صاحبة برامج ورؤى في كل قضية استراتيجية تهم الوطن والمجتمع، وللجفري مؤلفاته الخاصة منها (اليمن إلى أين؟) و(رؤية لتضافر جهود المعارضة اليمنية) و(رؤية حول الوحدة اليمنية) و(حقائق ومواقف نضالية) كما شارك في وضع عدد من أدبيات الرابطة منها: (رؤية صادقة حول قضية الوحدة - 1987م) و(تفنيد وجهة نظر جار الله عمر - 1989م) وغيرها.

 

**كلمة أخيرة في السيد الجفري:

 

السيد عبد الرحمن الجفري موجود هذه الأيام في عدن مع كوكبة من قيادات جنوبية بارزة مشاركة في البحث عن مخرج لقضية الجنوب من المأزق التي هي فيه.

 

السيد عبدالرحمن الجفري متزوج ولديه ابنان: الداعية المعروف علي زين العابدين الجفري وعبدالعزيز، وبنت واحدة.

 

* نجيب محمد يابلي - الأيام