محمد بن نايف .. قَلبُ الأسد

2017-02-15 13:12

 

بعد ساعات من تسليم ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ميدالية «جورج تينت» للعمل الاستخباراتي المميز في مكافحة الإرهاب، كانت قوات الطوارئ في جدة والمدينة المنورة تقوم بمداهمة مطلوبين أمنيًا في عمليات استباقية جديدة ضد العناصر المتطرفة، إنجازات الأمن الداخلي في مكافحة الإرهاب حملت دلالات أوسع من خلال هذه النجاحات الأمنية التي دفعت وزير الأمن الداخلي الأمريكي جون كيلي في شهادة أمام الكونجرس إلى التأكيد على أنهم لم يدرجوا المملكة على قائمة الحظر «باعتبار أن لديها استخبارات جيدة جدًا، وقوات أمنية فاعلة، وأجهزة استخباراتية موثوقة، يمكن من خلالها التأكَّد من هويات الأشخاص القادمين إلى الولايات المتحدة والهدف من زيارتهم».

منذ عام 2003م برهنت قوات الأمن السعودية على قدرتها في هزيمة الإرهاب، كانت تلك المرحلة هي المحك الحقيقي التي عرفت فيه السعودية موجة من تهديدات عناصر تنظيم القاعدة، ونجحت السلطات الأمنية في فرض شخصيتها في كل المواجهات المباشرة مع الإرهابيين، ونتذكر آنذاك إعلان السعودية أنها سلمت الولايات المتحدة ثلاثة أمريكيين على الأقل يشتبه بأن لهم صلة بالإرهاب، مشيرة إلى أنهم مواطنون أمريكيون متورطون في مسائل تهم الولايات المتحدة، كانت تلك إشارة إلى ما تتمتع به القوات الاستخباراتية السعودية على إمكانات فردية وتنظيمية حقتت فيما بعد إنجازات على الصعيد المحلي والدولي.

في أكتوبر 2010م رصدت الاستخبارات السعودية عبوات ناسفة مخبأة داخل آلات طباعة في بريطانيا ودبي كان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يود إرسالها إلى الولايات المتحدة عبر طائرات شحن، وفي مايو 2012م نجح عنصر مشترك للاستخبارات السعودية والأمريكية كان متخفيًا في فرع تنظيم القاعدة في اليمن، في إفشال مخطط لتفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة، عندما تمكن من إخراج عبوة ناسفة معدة لهذا الغرض من الطائرة وتسليمها إلى العاملين في سي أي إيه، وكشفت الإدارة الأمريكية أن المخطط كان من المفترض أن يتزامن مع ذكرى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

لم تخلُ السنوات الماضية من تهديدات تتعرض لها السعودية من جانب التنظيمات الإرهابية، تهديدات أحبطت المملكة معظمها وتصدت لمدبريها في مهد محاولاتها التعامل اليومي مع هذه التهديدات وحتى الهجمات، التي تقع وفرت للأمن السعودي قاعدة بيانات عريضة مكنته من تتبع الإرهابيين إلى أوكارهم كما حدث في جدة مؤخرًا وفي أكثر من مدينة سعودية.

نجاح قوات الأمن في عملياتها الاستباقية يُمكن أن يكون أنموذجًا دوليًا في ظل معاناة عدد من الدول الأوروبية التي تتواصل فيها الضربات الإرهابية، كما حصل في مُتحف اللوفر في فرنسا أو عمليات الدهس التي حصلت في نيس وبرلين، هذا يدعو العالم بتبني مطالبة السعودية بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون مركزًا معلوماتيًا تتبادل فيه الدول معلومات الشبكات والأفراد الذين يشكلون خطرًا على الأمن حول العالم، شجاعة الأمير محمد بن نايف تبقى جزءًا من منظومة نجاح الأمن السعودي فالشخصية القوية والصارمة في التعامل مع هذه الظروف الشائكة خلقت عند أفراد الأمن السعودي في مختلف القطاعات ذات الشخصية المؤمنة بقدرتها على الانتصار على الجماعات الإرهابية التي وإن تخفت عن العيون ترصدها قلوب شُجاعة يدها دومًا على الزناد لحماية المواطن والمقيم وحتى العالم من عدو لم يجد سوى إرهاب المجتمعات سبيلاً له.