ولاعة الحوثي.. أكملت الناقص -

2017-02-17 12:29

 

مسكين هذا الشعب اليمني الذي صبر على المخلوع علي عبدالله صالح ثلاثة عقود ليخرج إليهم في أحد خطاباته الشهيرة بأنه سيدخل الطاقة النووية إلى اليمن، كان وعداً من المخلوع في أتون مخاض الانتخابات الرئاسية ووعودها الكاذبة، تلقى الشعب اليمني وعود الرئيس صالح من باب السخرية، فالشعب المحروم من الغذاء والدواء لا يستطيع تصديق ظهور الطاقة النووية في بلاده، ولا يتوقف المخلوع صالح عند الطاقة النووية بل وعد الشعب اليمني بشبكة قطارات تربط المدن والقرى بعضها ببعض، هذه مجرد وعود أطلقها المخلوع صالح ليواصل حضوره في المشهد السياسي.

مؤخراً ظهر عبدالملك الحوثي مستنسخاًَ هيئة حسن نصر الله في لبنان، ففي ذكرى الثورة الخمينية لابد من ظهور أذناب إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان، فهذه هي أدوراها المطلوبة، ظهر عبدالملك الحوثي يجفف عرقه المتصبب، ويحمل ولاعة يقول أنها تمثل الخيارات الإستراتيجية لمواجهة التحالف العربي، كان مشهداً مبتذلاً في السُخرية، مفرطاً في الاستخفاف، متجاوزاً حدود العقل خاصة وهو يتحدث عن صناعة اليمن للطائرات من غير طيار، فلقد تخطى عبدالملك الحوثي كل ما يُعقل وتحول إلى مُهرج سخيف، فاليمن الذي يموت أطفاله جوعاً ومرضاً وفقراً كيف يصنع طائرة أو سيارة أو حتى دبوساً صغيراً.

ما وصل إليه عبدالملك الحوثي نعرف أنه محاولة لتجنيب إيران تبعات الطائرة التي اسقطها التحالف العربي في المّخا، وتجنيب إيران الاعتداء على الفرقاطة السعودية في البحر الأحمر، وتجنيبها كذلك التهديد المباشر للملاحة الدولية في مضيق باب المندب وخليج عدن، نتفهم أن يتحمل الحوثي كل الأخطاء والجرائم عن أسياده في طهران غير أننا لا نتفهم الاستخفاف بالشعب اليمني عبر الخيارات الإستراتيجية التي يهدد بها العالم من جحره في صعده.

ذلك العرق المتصبب من رأس عبدالملك الحوثي، والخوف في عينيه سببه تمريغ أنوف أتباعه على يد أسود الجيش السعودي والإماراتي والمقاومة الجنوبية في عدن وحضرموت والساحل الغربي من اليمن، ما فعلته أسود العرب بأناب إيران سيبقى تاريخاً تتداوله الأمم، فلقد ذاقوا وبال أمرهم حصدت رؤوسهم سيوف سلمان الحزم فكانوا عبرة لمن يعتبر، ولمن أراد أن يختبر عزم سلمان فلينظر إلى مشروع إيران وهو ينكسر على تراب جزيرة العرب.

الفساد والقات والجهل هي حصيلة جامعة لثورات اليمن التي لم تُقدم للشعب غير وعود وأوهام، فالذين وعودوا الشعب بالحرية والديمقراطية ضلوا الطريق الأول وتبعهم من بعدهم ضالون عبثوا بالدولة والدين والقبيلة، حصيلة الزمن في اليمن منذ 1962م وعود كاذبة لن تنتهي عند ولاعة الحوثي فمازال عند المتصارعين على سلطة الحكم وعود للشعب الذي مازال يمتضغ القات ولا يكترث إن كان بالفعل اليمن يصنع طائرة أو يصنع قُماشاً يستر عورته من فقر وجوع ومرض.