تبدأ في اليمن اليوم عملية تطبيق الخطة الأمنية الخاصة بتأمين انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، في وقت قال فيه مصدر أمني بارز في عدن لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتم تأمين كافة المصالح على مختلف المجالات ووضع مناطق محظور التظاهر فيها، ويبدأ سريان خطة أمنية تنفذها الداخلية والجيش اليمني حتى انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر أن ينطلق في 18 من الشهر الجاري، وتقضي الخطة بالمنع البات لحمل السلاح في المدن اليمنية وتعليق تصاريح حمله والتجوال به والسماح به فقط لكبار رجال الدولة والمسؤولين على أن يكون مخفيا.
وتحظى عدن بأهمية خاصة في تطبيق الإجراءات الأمنية مع عزم الحراك الجنوبي تنفيذ فعاليات مناوئة للحوار الوطني، وقال العقيد عبد الحافظ السقاف، قائد الأمن المركزي في محافظة عدن، لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة الأمنية اتخذت قرارات بتطبيق و«تفعيل الخطة الأمنية لمحافظة عدن وتأمين القنصليات والمصالح الأجنبية، وأن الانتشار الأمني غير اعتيادي. وقد استفدنا من التجارب الماضية بحيث نقوم بعمليات الإغلاق وتأمين المنشآت والمصالح الحكومية وغيرها، وأي فعاليات سلمية ليست ممنوعة في المناطق التي تحددها الجهات الأمنية»، وحول معركة الأجهزة الأمنية في عدن مع تنظيم القاعدة، أكد أن المحافظة شبه نظيفة من هذه العناصر وأن الموجودين منهم جميعهم «تحت المجهر».
وأشار المسؤول الأمني البارز إلى أن «الحالة الأمنية في عدن مطمئنة والوضع الأمني في عدن ليس كما يطرح البعيدون عن المدينة، فهو مطمئن وقطع الشوارع لا يحدث إلا في الشوارع الفرعية ورجال الأمن على وشك الانتهاء من انتشار (البلطجية) والمسلحين ولم يتبق منهم سوى عدد محدود»، في وقت قال مواطنون في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين المدنيين ينتشرون بصورة غير اعتيادية ويقومون بأعمال مخلة بالأمن والاستقرار من دون أن توجد جهة معنية يمكن أن يتم احتسابهم عليها بسبب تعددهم وتنوع انتماءاتهم بين فصائل الحراك الجنوبي وغيرها.
وحول ضبط المتورطين في عمليات السطو على المصارف والمرتبات الحكومية التي ترسل عبر البريد من قبل مسلحين في عدن، قال العقيد السقاف إن عددا من هؤلاء جرى إلقاء القبض عليهم، وأضاف أنه «مع الأسف، (البلطجية) والمسلحون ينضوون تحت مظلة الحراك الجنوبي وعندما يأتي الأمن للقبض عليهم يقدمون أنفسهم على أنهم جزء من الحراك ومن المفترض ألا يكون للقضايا الجنائية علاقة بالسياسة».
وبحسب ما أعلنته بعض مصادر «الحراك الجنوبي»، فإنه سيتم تنظيم ما وصف بـ«4 مليونيات» خلال الأسبوع المقبل، في إطار تصعيد قوى الحراك المنادية بفصل جنوب اليمن عن شماله من أنشطتها وفعالياتها بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي ترفض هذه القوى المشاركة فيه.
* عرفات مدابش الشرق الاوسط