إلى الملك العادل.. سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
أناشــدُ الملك الإنسان مَكرمة **ومن سواهُ لـــهــذا الأمـــرِ يـجتـهـدُ
والأمــرُ يا أعدل الحكامِ تعرفهُ**طالَ العنـاءُ بنا والــدربُ والأمـــدُ
من أرضِ بلقيس وعثاء الدروبِ بدتْ**حشودها فسُراةُ اللـيلِ قد وفدوا
ضاقت بنا الأرضُ فالأجواع تقهرنا**والهمُ والغـمُ والإحزانُ تحـتـشدُ
أرضي ونِيرانها في حِقدها اشتعلتْ **والظلمُ في كفهِ من بؤسه مـسدُ
ماذا دهانا فذاكَ الرحبُ يـُنكرنا **وتـلكَ أيامـنا نــــعيشـــــها جــَــلــدُ
الجوعُ والموتُ والشحناء تغمرنا**أهل السعيدة لا سـَّروا ولا سَعـِدوا
سلوا الليالي التي عشناها في ألمٍ**سلوا الصباحاتِ كم في وجهها كمدُ
ووجهة القوم حيث الحبُ يشملنا**يا أرضُ نجـدٍ كفاكِ شر من حسـدوا
وشائج القربِ والتاريخ تجمـعنا**مـــن لا يرانا مــَعاً في عينـهِ رمـَــدُ
هنا إمتــداد الرحـــاب اليوم يمنحــنا**دفء الوئامِ فلا غــِلٌ ولا حـسدُ
وجئنا حـيث يقينُ الناسِ يأخذها**وحيث أخوتي من أرزاقـِها وجـَدوا
لكننا اليــــوم في ضيــق وفي ألمٍ**وحبل صَبرنا قد أودتْ بـهِ العـُـقدُ
كـم أثقـلتنا تكاليفُ الحياة وكم**من أمنيـاتٍ بقربي اليـوم تبـتعــــــدُ
نكـافحُ الهـمَ حين الهمُ يــُوهــننا**والـرزق من حولـنا فلا تـنال يـــدُ
نناوشُ الزمـن القاسي ويهزمنا**في الزمهريرِ بوجــْهِ الريحِ نـبتـردُ
في لحظةِ التيهِ ضاعتْ كل قافلةٍ**لعلَ ما ضاعَ مِـنا عــنده نـــجــدُ
جـئنا لسـلمان كف الجود ننشدهُ**بحبٍ من في رحابِ الله قد سـَجدوا
جـِـئنا لمملكة تهمي الغيوم بها**وفي مواسمها من خـيرها رغـــــدُ
هي التي لـَملمتْ شعثَ العبادِ وكمْ**من منغـصاتٍ وهانتْ حين نتحدُ
سلـمان نحن طيـورُ الأرضِ في سفرٍ**فلا يضيق بنا جوٌ ولا بـــلــدُ
جـِـئنا إلى أرض خيرٍ لا مثيل لها*أسراب طـيرٍ سرتْ ورزقها مـددُ
هي الأمانُ وبيـت الله حارسها**أرضٌ إليها ضيـوف الله قـد قـَـصدوا
وعـودة الطيـرِ للأوطان أمنيةٌ**وقد نأتْ حينَ ضـَاعَ الأمنُ والسندُ
يا قصةُ الصبرِ ترويها مدامعنا**وسُهدُ عينٍ وخلـق الله قــَد هــَجدوا
في خيمة من أمان عشـنا في أمـلٍ**وتحت ظلها نام الأب والولـــــدُ
فهبت الريح ..ما للريح ما سكنتْ؟ **خيامنا هدها الأثقـالُ والـوتـــدُ
أثقــالُها أرهقـتنا بـل وتــُعجزنا**الريـحُ تعــبثُ بل والحـرُ يتــّـقـدُ
ناشدتك الله يا سلمان ترفعها **تلك التكاليف لا يقـوى لـــَـها أحــدُ
لا يجمعُ الله من عسرينٍ في زمنٍ**جرحان في القلبِ لا يقوى لها الجسدُ
تأليف: فاروق المفلحي. برانتفورد. كندا . في تاريخ 19 يوليو 2017م