"التحالف الشرعي" والدفع بالجنوبيين لترديد الصرخة

2019-04-14 06:32

 

لم يعد الامر خافياً على احد او على الاقل المعلن عنه رسمياً ان الهدف الرئيسي الذي دفع بالتحالف العربي التدخل في هذه الحرب إلى جانب اعادة الشرعية لرئيس دولة الاحتلال اليمني (عبدربه منصور هادي) هو القضاء على المد الحوثي الذي سيطر على كل جغرافية الشمال, وكاد ان يبسط سيطرته ايضاً على جغرافية الجنوب العربي لولا بسالة الجنوبيين (السنيين) وتضحياتهم في التصدي لهذا المد الشيعي.

 

كما لم يعد خافياً على احد ان المقاومة الجنوبية والمقاومة الجنوبية وحدها هي التي وقفت الى جانب الرئيس (عبدربه) وأعادت له كرامته بعد ان فر هارباً من صنعاء وقد تخلى عنه الجميع. كما لم يعد خافياً ايضاً ان هذا (التحالف الشرعي) لم يقف إلى جانبه ويعزز من وجوده الجيوعسكري إلا الجنوبيين. والجنوبيين وحدهم هم من بات لهذا التحالف الدرع الواقي والشريك الوفي والمعتمد في هذه الحرب. ولولاهم لظلت طائراتهم الى اليوم معلقة في الهواء دون ان تمس عجلاتها ذرة من تراب هذا الوطن الغالي. ولأصبحت قواتهم عاجزة عن تحقيق اي نصر حتى ولو كان على تخوم وتباب اليمن الحالية.

 

إلا انه وكما يقال شر البلية مايضحك, فبدلاً من ان يرد هذا (التحالف الشرعي) الجميل لمن ناصره وشاركه الدم في حربه هذه, أبعد هذا الشريك وتجاهل مطالبه العادلة. بل والمضحك المبكي انه سعى وبكل مايملكه من تأثير مادي قوي ونفوذ سياسي ليس بالهين على تقريب الخصوم والاعداء منه واحتضانهم لدرجة الإنبطاح على حساب الشريك الوفي وبالرغم ايضاً من الخذلان تلو الخذلان الذي ناله من اولئك الخصوم دون اية اعتبار. ولعل اخرها الدفع لعقد مجلس النواب اليمني في سيئون الجنوبية متحديين الرفض الشعبي لخطوة كهذه. فأي سياسة طائشة هذه التي تميت الحليف لتحيي العدو. وأي فشلاً لسياسة كهذه باتت تلوح بالأفق دون ان يعتبر منها هؤلاء الساسة. إلا يدركون ان إرادة الشعوب لاتقهر. وانهم بهذا الحمق والغباء السياسي قد يدفعون ثمنه باهضاً وباهضاً جداً ولكن (ولات حين مناص) ومايحيق المكر السيء إلا باهله.

*- الشحر حضرموت