طائفة اليهود العدنيين في بريطانيا يتمنون العودة إلى عدن

2019-07-17 15:08
طائفة اليهود العدنيين في بريطانيا يتمنون العودة إلى عدن

عرس ليهود عدن في كريتر 1950م

شبوه برس - خاص - عدن - لندن

 

بطلب خاص من مسئول الطائفة اليهودية العدنية السيد سايمن توبي قمت يوم أمس بزيارة إلى مقر الطائفة في منطقة (سيفن سيستر) في لندن، حيث قام السيد توبي بإعطائي نبذة مختصرة عن ما حدث ليهود عدن بعد خروجهم من عدن بعد الأحداث التي حصلت عام 1947م، وكيف أن العديد منهم بعد وصول الطائرة الأمريكية في رحلة بساط الريح إلى إسرائيل رفضوا النزول والإقامة فيها وفضلوا الذهاب إلى بريطانيا، وكان حلمهم يعودوا إلى موطنهم عدن في حال تحسنت الأمور.

 

كما التقيت ببعض اليهود العدنيين من الجيل الثالث الذين ولدوا في بريطانيا ولكنهم كما أخبروني زرع آبائهم حب عدن فيهم، حتى أن طريقة وأسلوب حياتهم، والأكلات كلها مرتبطة بعدن، ولهذا فإن ذلك العشق إنتقل إليهم ويتابعون كل صغيرة وكبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة والأخبار وكل ما يخص عدن ويتمنون دوماً زيارتها، حتى أن أحدهم أخبرنا بأنه كلما جاء ذكر عدن أمامه من خلال صورة أو حديث ينفعل بشدة ويبكي بشكل غير طبيعي وهو لم يرى عدن غير من خلال الصور، ويتمنى اليوم التي يزورها.

 

وجدت إنتماء عميق لعدن بين اليهود العدنيين القلة القليلة الباقية منهم وعددهم لا يتجاوز الألفين، وكل تفكيرهم وهمهم هو عدن وما بقى من ذكريات الأجداد فيها.  نسيم فرحان أو (هوشير) عمره 76 عام، لم أصدق عندما أستمعت إليه وهو يتحدث باللكنة العدنية القُح أمامي ويتذكر كل صغيرة وكبيرة، حتى إننا عندما اسألهم عن أشياء عن عدن زمان يقولوا لي سوف تجد الإجابة عند نسيم فهو أخبرنا بعدن، وهو ملم بأدق التفاصيل عن عدن وأهلها ويتكلم العدنية بتلقائية وطلاقة..

 

لم تسنح لي الفرصة بلقاء مالك فندق مارينا في التواهي، وهو رجل كبير في السن وعنده تفاصيل كثيرة عن عدن وتاريخها ولديه من الوثائق والأشياء النادرة عن ذكرياته فيها، ويقول لي Joe صاحب هذا الفندق لا يتكلم غير العدنية والقليل من العبرية، ولم تزل عدن تسكنه حتى وإن غادرها..

 

كثيرة هي التفاصيل والذكريات عن حياة اليهود العدنيين التي حازت على الجزء الأكبر من حياتهم، حتى إننا وجدت في كل كتبهم ولوحاتهم وفي أدق التفاصيل ذكر أسم عدن في كل شيء تقريباً، وهم بعيدين كل البعد عن اليهود الاشكيناز الذين يعيشون في نفس المنطقة، وينظرون إليهم بإزدراء كونهم غير أوروبيين، ولكن يفتخر العدنيين بأنهم من الإرث الأصلي الشرق أوسطي، وأن اليهود العدنيين هم الأصل في كل شيء وعاش أجدادهم وآبائهم في عدن لعقود طويلة...

 

بلال غلام حسين