نصف قرن من الضياع

2020-10-12 03:33

 

{لن نكتب تمجيد ولن نغالط أنفسنا ونعترف بالواقع كماهو وليس كما يصوره لنا البعض.}

 

منذ العام ١٩٦٧م ومع رحيل آخر جندي بريطاني من عدن، دخل الجنوب في دوامة الصراع الداخلي بين الأحزاب والتيارات المختلفة، كل طرف يحاول السيطرة وإقصاء المنافس وحدثت الحرب الأهلية وانتصرت الجبهة القومية التي ظلت تحكم الجنوب حتى ١٩٩٠م عندما وقع قادة الحزب الاشتراكي (الجبهة القومية) اتفاقية الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية وسلموا الجنوب لحكام صنعاء.

لم يكن مابعد التوقيع أفضل من قبله، بل بدأ حكام الشمال يستولون على مقدرات الجنوب من ثروات طبيعية وأراضي ووظائف وسيطروا على الأسواق وأصبحت التجارة والمال كلها في أيديهم.

 

سنوات الضياع مستمرة بوتيرة عالية، وكان لحرب ١٩٩٤م بصمة واضحة في سيطرة نظام صنعاء على الجنوب سيطرة تامة! تم احتلال الجنوب بذريعة الحفاظ على الوحدة اليمنية.

 

ويستمر الضياع حتى ٢٠١٤م عندما استولت المليشيات الحوثية على صنعاء واجهزت على الدولة وعادت الإمامة من جديد.

سنوات الضياع امتدت إلى أن بلغت ٥٣ سنة إلى اليوم ولازالت مستمرة والجنوب يعيش التيهان والضياع .

 

أكثر من نصف قرن كفيل ببناء دولة مدنية قوية وديمقراطية ومجتمع متعلم راقي ومتقدم، وبناء اقتصاد قوي وعلاقات مع العالم.

لكن للأسف نصف قرن من الضياع في صراع وحروب ونهب وسلب وعسكرة وبلطجة وقلة حياء.

 

نحتفل بماذا؟ بخيبتنا، ببلادتنا وتخلفنا، بهمجيتنا وضياعنا!.

في هذا اليوم يجب علينا أن نعيد التفكير بواقعية أكثر لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟

وهل كتب علينا الإستمرار في الضياع؟

وماهي الطريقة التي يجب اتباعها لتغيير حالنا؟

وهل الطريق الذي نسير فيه اليوم سيخرجنا من النفق المظلم؟

أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات واقعية ومنطقية.

هكذا يجب أن نفكر.

 

عبدالله سعيد القروة

الأحد ١١ أكتوبر ٢٠٢٠م