الحوار الداخلي ماله وماعليه

2022-10-10 03:51

الحوار هو عملية تشاور متبادلة بين اكثر من طرف هدفها السعي إلى تحقيق التفاهم المشترك عبر بوابة الاستماع الفعال لكل المعوقات من أجل اكتشاف أوجه التشابه ورسم طريقة حل الاشكالات وتقريب الرؤى ومعالجة الأخطاء وإصلاح الخلل، وهو سمه حضارية للتفاهم والخروج بحلول جذرية توحد الصف وتنهي الخلاف والفُرقة.

ونحن اليوم مع بدء فعاليات الحوار الداخلي في شبوة، مع وصول لجنة الحوار الداخلي التي كان لنا شرف المشاركة في أول لقاء موسع لها اليوم نطالب بأن تستمر جهود التوافق وفق الثوابت الوطنية تحت شعار استعادة استقلال الجنوب وسيادته وقيام دولته المستقلة.

هذه الثوابت التي تجمع عليها معظم مكونات الجنوب واحزابه وشخصياته الاجتماعية ينبغي أن تترجم على الواقع بإعلان ميثاق وطني شامل يحدد مستقبل الجنوب وسيادته واستقلاله.

ومن خلال ماسمعناه اليوم من مداخلات من المشاركين والتي تتفق على استعادة الجنوب لسيادته ودولته، وإن اختلفت المسميات فإنها تحدد مستقبل الحوار ونجاحه بشرط أن يشمل الجميع طالما وهذه اهدافهم.

سمعنا اشادة بالمجلس الإنتقالي من الجميع وهذا شيء طيب ولكنه لايعني انه خالي من العيوب والأخطاء.

الأخطاء موجودة وتمارس كل يوم ولكن بالحوار قد تختفي.

لاشك ان المجلس الإنتقالي هو المكون الرئيسي الفاعل والقادر على التأثير داخليا وخارجياً بعد أن حصل على الإعتراف الدولي كحامل للقضية الجنوبية، ولكن لديه كثير من الأخطاء يجب إصلاحها منها:

١- انتقائية التعيين في هيئات المجلس المختلفة ومنها الجمعية الوطنية.

٢- عدم فتح المجال للمشاركة وحصرها في نطاق ضيق على أشخاص معينين.

٣- حصر تعيين القيادات في اشخاص لانقلل من شأنهم ولكنهم ليسوا كل الجنوب وبعضهم يفتقد للكفاءة في قيادة مكون سياسي.

٤- المكونات والأحزاب الأخرى التي تم تهميشها أو استبعادها من هيئات المجلس المختلفة.

استمرار الحوار مهم جداً وقبول الآخر كيفما كان ومهما كان انتماءه يدل على حرص لدى القوى الفاعلة على الساحة في قبول كافة أطياف الشعب الجنوبي تحت مظلة واحدة في هذا الظرف الصعب الذي يمر به الجنوب.

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح وخدمة جنوبهم المظلوم.

عبدالله سعيد القروة

8/10/2022