الرفّاس المستمر:

2025-05-23 17:41

 

اتفاق الوحدة (ابو صفحة ونص) فشل اليوم الثاني لتوقيعه وانتهى باجتياح عسكري واحتلال الجنوب بالقوة العسكرية اليمنية.

 

اليوم الامور اختلفت كليا والواقع غير الواقع والظروف غير الظروف وتجاهل الواقع مضيعة للوقت وكلام خارج سياق الوعي .

الجنوبيون دفعوا الثمن غاليا للخلاص والانعتاق من الورطة التي اوقعهم البيض ورفاقه فيها ومازالوا يفعلون وكثرة الرفاس هذا تفيد بان الشمال من اسفله لاعلاه لايهتم لمصيبة ومصاب اهل الجنوب ولايفكرون الا في التهام الجنوب باي ثمن .

 

استمرار الحديث عن الوحدة بأي صيغة كانت بعد كل المصايب التي حصلت يعتبر اهانة واستخفاف بكرامة الجنوبيين وصبرهم وتضحياتهم والغاء لحقهم الطبيعي في التفكير والاختيار وتنكر لمظلوميتهم واعتبار كل الانتهاكات من قتل وسلب ونهب وضم والحاق واجتياح عسكري ، مجرد اخطاء يمكن تصحيحها اذا ما عادت رئاسة الدولة للرئيس البيض (حسب الرفيق فكري قاسم ) .

 

الم يكن هادي رئيسا لليمن ؟

وكانت فرصة متاحة لليمنيين ان يثبتوا للجنوبيين بانهم اهل للثقة وليسوا مواطنون درجة ثانية وان من مارس الاستعلاء والاقصاء والهيمنة بحقهم انما هي جماعة لاتمثل اليمن ولا الشعب اليمني ، وكان بمقدورهم الوقوف مع الرئيس هادي ولامتثال لاوامره دفاعا عن الوحدة وعن عاصمة دولة الوحدة. 

الا ان ابناء الشمال الذين يدعوننا للوحدة لم يمنحوا هادي  ثقتهم ولم يناصروه لا لشيء سوى انه جنوبي، بدليل ان من دافع عنه امام منزله نفر قليل من افراد حراسته الشخصية وكلهم من الجنوب عندما تخاذل الوحدويون عن نجدته ونصرته وهو الرئيس التوافقي المنتخب فلا احترموا جنوبيته ولا حصانته ولا كبر سنه ، ليس هذا فحسب بل ان المؤتمريون انفسهم تنكروا للرئيس هادي ولم يمكنوه من رئاسة المؤتمر فكيف بتمكينه من رئاسة دولة ؟!

 

رجاءا حدثونا بما يعقل لا بما تريدون وترغبون وتتمنون ، وكأن الجنوب لا اهل له ولا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل لابنائه ، او كأن الوحدة قضاء وقدر واهل الشمال وحدهم المعنيون بالحديث عنها والموت دونها.

 

الوحدة عندهم هي سلطة وفيد وتنمر واستعلاء ، حتى على من تقدموا الصفوف وقاتلوا نيابة عنهم وسلموهم الجنوب على طبق من ذهب بعد 7/7 1994م فكان مصيرهم الجحود والنكران فكيف بمن قاتلهم واعلن فك الارتباط وميلاد دولة جنوبية جديدة .

اما الذين يتحججون بالاستفتاء انما هم يراوغون كسبا للوقت املا في تغيير ديموغرافي في الجنوب يجعل الاستفتاء ممكنا ، وكأنهم لم يكتفوا بما حل بالجنوب منذ عام 90 حتى اليوم لتغيير قناعاتهم بأن الوحدة انتهت وماتت وان الحديث عنها يعد اتهام لكل شمالي بالمشاركة في كل جرائم النظام السابق بشكل مباشر او غير مباشر .

 

الخلاصة:

 من عجز عن استعادة عاصمته لن يستعيد دولته ، فكيف باستعادة ثقة الجنوبيين .