أزمة فهم

2025-10-06 22:11

 

نعاني نحن الجنوبيين من أزمة فهم، بسبب ما عانيناه طوال الأزمنة الماضية من سنين الاحتلال اليمني.

ندرك جميعًا الأزمة النفسية التي يتعرض لها البعض في مرحلة بناء الوطن، وكم نحتاج من وقت لمداواة العلل الناتجة عن الأزمات المتتالية.

 

كل امرئ يحتاج إلى خلوةٍ ينظر فيها ويقرأ.

ليس كل ما يُكتب إساءة أو سخرية.

عيدروس الزبيدي قائدنا، فوضناه لقيادة المرحلة،

لقد شاب رأسه من الهم والقهر، وفي كل خطوة يخطوها تخفق قلوبنا معه، وندعو له بالسلامة والانتصار.

 

إلا أننا عندما نكتب عن هموم الكثيرين، نحملها أحيانًا للرئيس عيدروس الزبيدي،

فهمي وهمك وهمّ السواد الأعظم من أبناء الجنوب لا يحله أزلام الاحتلال، بل يحله الرئيس عيدروس الزبيدي.

 

هناك قضايا كتبنا حولها نقدًا، ووجهنا رسائل للرئيس عيدروس الزبيدي بضرورة حلها قبل استعادة الدولة،

فانبرى البعض بالتخوين، وكأن النقد جريمة، بينما لا يستقيم أمر الجنوب إلا بإظهار الأخطاء،

فلا سرية في قضايا الوطن.

 

لدى المجلس الانتقالي القدرة على اتخاذ القرار وانتشال حال الجنوبيين ولو في الحد الأدنى من المعيشة.

يجب أن تعود مؤسسات الدولة وتُسلَّم لأكفأ الناس إدارةً وتأهيلاً،

وأن تُصاغ قاعدة بيانات للسكان والمساكن والموظفين العسكريين والمدنيين.

 

يستطيع الانتقالي أن يجري تعدادًا دقيقًا لسكان الجنوب،

ويستطيع إقناع المجتمع الدولي بتسليم بقية المناطق المحتلة، مهما كانت عليها من رتوش التحالف.

 

ضمان مصالح الدول الكبرى مقدمة لاستعادة الدولة،

ومخاطبة المجتمع الدولي يجب أن تكون بلغة المصالح.

 

محاربة الفساد داخل دوائر المجلس الانتقالي مقدمة ضرورية لاستعادة الدولة،

وليس كل من قاتل وناضل يتحمل مهام كبرى لا يتحملها إلا الأكاديميون والمتخصصون.

 

لا تضعوا مقاتلًا في الجبهة على هرم الإعلام الجنوبي،

ولا تضعوا قائدًا عسكريًا يشرف على التخطيط العمراني، فذلك ليس من اختصاصه،

ولا تضعوا مناضلًا حمل السلاح ضد الحوثي في أعلى المؤسسات التشريعية.

 

أليس هذا توصيفًا لبعض الحالة والأزمة التي نعيشها؟

ازدواجية في المهام، وإعطاء المكان المناسب لشخص غير مناسب.

 

هذه رؤيتي المتواضعة، وللأكاديميين نظرة أعمق وأدق.

 

لكن خبرتنا الممتدة لأكثر من ستين عامًا في دهاليز دولة النظام والقانون تجعلنا ندرك أن المشكلة في القصور عن الفهم،

حين يقرأ البعض منشوراتنا فيصفوننا بالخونة والعملاء.

 

إنه قصور في الوعي، نتيجة الأزمات التي سببها الاحتلال، وحالة الغليان النفسي غير المستقرة.

 

نسأل الله السلامة.

 

محمد عكاشة