هكذا وصل الطوطم المنحوس سلطان البركاني إلى عدن قصر معاشيق على عجل وهو يتجشى برواسب من الملوثات النتنة، ويتقيأ بمخلفات الديناصورات الهائمة على وجوهها في مناكب التعاسة والشتات المجتمعي، وفجأة ينبش الطوطم القادم من مرابض اللقالق المتحجرة والعناكب المتجمدة منذ سنوات في مستنقعات النفايات المتهالكة، ليعلن عن خطة انتزعها من جيب قميصه الفضفاض، ليلقي بها بين ايدي صديقه المنبوذ بين اسوار انتظار السقوط النهائي.
حضر على وجه السرعة لانقاذ صديقه المتعفن ويشد من ازره بعد أن غرق في بحيرة الفساد المتراكم حوله، وليس بمقدوره الخروج من مصيره المحتوم، حيث كان يعتقد بأن الاحوال ما زالت كما كانت من حين اعتلى عرش السيطرة بالقوة قبل 16 عاما، وهو بحسب اعتقاده أن الشاويش المثلج صالح ما زال حيا يرزق، وانه في انتظاره على حفلة عشاء في زريبة معاشيق.
اجتمع مع شرذمة من شواذ الخارجين على القيم والاعراف السياسية، ليخاطبهم بعد حيرة وتردد عن مشروعه الطارئ، ويكشف لهم عن خطته العبثية في تشكيل لجان من علماء وحكماء الغفلة اليمنية، للنزول الميداني إلى المحافظات الجنوبية المحررة التي لا تعترف بهم ولا تقبل بوجودهم، وتعتبرهم من الأموات أو من بقايا نظام العفاش المتواري في مزبلة التاريخ.
فلم يعد لنا في أرض الجنوب وشعبه المكافح مجلس دواب عفوا نواب يترأسه شخص منتفخ كا الجراب اسمه سلطان البركاني، جاء من خلف الحدود ليأزر صديقه المنبوذ ويواسيه في محنته القدرية.