*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان
أيها المشردين من اليمنيين واللاجئون،
أيها المنشغلون بفكِّ عُقَد الجنوب عن بُعدٍ،
لعلَّكم تتفضلون بين جلسات تحليل مصير الآخرين بتذكُّر أن في جعبتكم صنعاء عاصمتكم ومدنكم وقراكم أسيرة!
أليسَ من العجائب أن تُنصبوا أنفسكم حرَّاسًا للجنوب،
وألسنتكم تطحن قضاياه كما تطحن اسنانكم القات،
بينما صنعاءُ تئنُّ تحت سنابك من سمَّيتموهم بالسلاليين، أصحاب الأمر الواقع؟!
يا لَهول المفارقة!
ترى أعينكم حَبَّات الرمل الجنوبي بالمجهر،
وتُغمضونها عن جدران السجون التي يسومون فيها اهلكم نساءا ورجالا سوء العذاب، و في عقر دياركم جرائمٌ تُرتكب كل صباح، مدنٌ تُذبح كالنعاج، وأنتم ببراعةً تحولون صورتها إلى خلفية صامتة لمشروعكم الأثير، (كيف نُعلِّم الجنوبيين درسًا في الوطنية)!
أم أن سياسة التهميش المنظمة ضد اهلكم اليمن الأسفل وتهامة وغيرهما قد أصبحت مُسلّمة صرتم تتعاملون معها كـحقيقة غير قابلة للتأويل، لا تستحق حمل السلاح والثورة لمواجهة الحوثي!
فيا سادة المنطق المقلوب، هل يُعقل أن يكون شقُّ الصف الجنوبي أولويةً،
بينما الاحتلال المقدس لصنعاء مجرد هامشٍ في هوامش الأجندة؟
نُقدِّم لكم بما بقي من حق للجار هذه الوصفة أو النصيحة:
- اصرفوا جزءًا يسيرًا من طاقاتكم (نصف ساعة يوميًا؟) لاستعادة عاصمتكم.
- امنحوا الجنوب رفاهيةَ عدمِ الاهتمام!
فشعب الجنوب، عفوًا قد تجرَّأ وحسم خياره،
ولن ينتظر تصريحَ منكم ليقرر مصيره.
فهل تتفضلون بخطوة شجاعة: أن تُصلحوا شأنكم وما فسد في بيتكم، قبل دس أنوفوكم فيما لا يعنيكم.
د. حسين لقور بن عيدان