نبدأ جولتنا من صحيفة الفاينانشال تايمز التي تناولت تطورات الأوضاع في أوكرانيا في مقال تحليلي لتوني باربر تحت عنوان الرياح السياسية التي تهب على شبه جزيرة القرم الأوكرانية منذ سنوات تهدد بانفصال وشيك.
يقول الكاتب أنه حتى قبل الاحتجاجات في كييف لم تتمتع القرم التي تتنوع اثنيات ولغات سكانها من الأوكرانيين والروس وتتار القرم بالاستقرار بمعناه المفهوم إذ عصفت بها دوما النزاعات القضائية والاقتصادية والخلافات الدينية لكنها تمكنت رغم ذلك من تحقيق بعض السلام النسبي لكنه نجح إلى حد كبير في الاحتفاظ بتماسك المنطقة لمدة استمرت نحو 20 عاما.
ويضيف باربر أنه لا يمكن تعليق سبب التوترات في شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود على التدخل العسكري الروسي الذي خطط له في موسكو بدعوى حماية رعاياها من الروس فقط لأن القرم كان بها من مؤشرات الانقسام ما يكفي للوصول إلى نقطة الاستفتاء على الانفصال.
ويشير الكاتب إلى أن ذلك الجزء من أوكرانيا عانى على مدى أعوام من خليط من المنافسة والتقلب والتجاهل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإقصاء والفتنة بين الأديان بعضها وبعض وبين الطوائف داخل الدين الواحد اضافة إلى تصاعد أجواء التعصب في الفترة الأخيرة.
وتوقع باربر أن يتبع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفس الوسائل التي اتبعها مع ابخازيا وجنوب اوستيا المواليتين لروسيا واللتين اعلنتا الانفصال عن جورجيا في فصل القرم عن اوكرانيا بيد أنه أكد أنه يتعين على بوتين البحث عن أعذار جيدة لمواجهة الادانات الدولية.