إلى قيادة مجلسنا الانتقالي الموقرة

2022-08-07 00:07

 

وجهة نظر خاصة:

يا قيادة مجلسنا الانتقالي لا تنشغلوا في مهام رئاسة المجلس الرئاسي، التي تتعمد افتعال الأزمات وتأجيج الخلافات والتباينات بينكم وبينها، على حصص تقاسم المناصب التي يحاولون فرضها عليكم، بينما الوضع الاقتصادي ومعيشة أبناء شعبكم تزداد فقرا وعوزا وتدهورا يوما بعد يوم.

 

لقد احكموا قبضتهم على وزارة المالية ومفاتيح البنك المركزي وتمكنوا بأساليبهم الخسيسة من السيطرة على موارد الجنوب الاقتصادية التي يعبثون بها كيفما تستهويهم رغبات فسادهم وصفقات تجارتهم غير المشروعة، بينما كان يفترض عليكم أن تضعوها في أولويات شروطكم عليهم لاثبات حسن النوايا منهم في تحسين الأوضاع المعيشية المتفق عليها بموجب مخرجات اللقاء التشاوري المنعقد في الرياض تحت رعاية الأشقاء الإجلاء في دول مجلس التعاون الخليج العربي، وأهمها رفع مستوى الدخل الاجتماعي لحوالي 80% من نسبة السكان الواقعين تحت أدنى معايير الفقر الدولي، فضلا عن دفع الرواتب واستقرار الأسعار وضبط التلاعب بالعملة المحلية المنهارة، واتخاذ الإجراءات العاجلة والحاسمة لانتشال معاناة السكان من عذاب انقطاعات الطاقة الكهربائية وتموينات المياه وقضايا أخرى كثيرة أنتم على بينة بها وفي تأثيراتها وعواقبها الخطيرة، وما تقتضيه مسؤوليتكم المباشرة وغير المباشرة في وضع المعالجات السليمة لحل مشكلاتها المتفاقمة، لكي يلتمس الناس مؤشرات ايجابية عن جهودكم المبذولة في استقرار حياتهم المعيشية أولا، وبعدها يمكنكم الاتفاق أو الاختلاف على تقاسم حقائب الوزارات وتدوير نفايات الفاسدين وتغيير مواقعهم بحسب خصوصية تركة بقايا نظام عفاش المحترفة على فعل ما نراه اليوم ونتعايش معه مكرهين.

 

وعلى الرغم من معرفتنا بما تواجهونه من صعوبات وتعقيدات ومن مؤامرات لا حصر لها، إلا أن كل ما نخشاه أن يستطيع الطرف الٱخر المعني بصناعة الأزمات والمكلف إقليميا ودوليا بافتعالها، أن يتفوق عليكم في تحقيق مٱربه العدوانية، الأمر الذي لا سمح الله تعالى وقوعه ستجدون مناضلي شعبكم وأفراد قواتكم المسلحة وموظفي القطاعات المدنية يخرجون عن سيطرتكم، وهذا ما تخطط له مراكز القوى الرابضة بين ظهرانيكم وتحت حمايتكم ومدعومة من جهات مكشوفة ومعروفة لها مصالح ذاتية وأنانية مرتبطة بعلاقة شراكة مع زعماء التطرف والإرهاب وعصابات نهب الثروات الجنوبية، وربما مع أمراء تجار النفط والسلاح والتهريب، الذين تمادوا - في غيهم وطغيانهم - في تعذيب أبناء شعبنا الجنوبي الصابر على جور سياستهم الانتقامية،  بالإضافة إلى حرصهم في استمرار اطماعهم بتدفق موارد وعائدات ثروات وطننا الجنوبي المالية الضخمة إلى جيوبهم الخاصة.

 

لذلك تسعى تلك القوى بمختلف تحالفاتها الاستبدادية وأهدافها الاستعمارية إلى سياسة تتويه وإشغال قيادة مجلسنا الانتقالي في قضايا ثانوية، حتى لا تتمكن بقوة وعزيمة ومعنويات جماهيرها من استكمال مشروعنا التحرري في استعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة.

 

هذا ودمتم برعاية الله وحفظه.

بقلم/ الدكتور حسين مثنى العاقل عضو الجمعية الوطنية

في 5 - 8 - 2022م.