مشايخ يديرون أمور الارتزاق، وقبائل تلبي نداء المال. لم يعرف التاريخ العربي مثل هذا السلوك القبلي لدى بعض القبائل اليمنية، الذي اتّسم في كثير من مراحل تاريخها بأن تُحكم بالعصا، وتوجّه بالمال.
قبائل لا تستقر على موقف، لا يحكمها مبدأ ثابت، تتبدل مواقفها كما يتبدل اتجاه الريح، تغدر بالجار، تقتل عابر السبيل، لا تهب لنجدةِ المظلوم، فقط تحركها أوراق البنكنوت، اليوم معك، وغدًا ضدك، لا لشيء سوى أن المال غيّر ولاءها، أو أن شيخا منها تلقى عرضًا أفضل.
هذا التذبذب ليس طارئًا على حاضر اليمن، بل ممتد من عمق التاريخ؛ قبائل لم تُبنَ على قيم الولاء للحق أو الدفاع عن المظلوم، بل على البراغماتية القبلية والانصياع لقانون الغلبة والمال.
وإذا لم يتحرر المجتمع في اليمن من قبضة هذه القبائل المتحوّلة، سيظل ساحة مفتوحة للارتزاق والنزاعات.
د. حسين لقور بن عيدان